سنين الوحدة تنتهي بحبٍ يسكن الجوف وصولاً للوريد وغاية تكمن بها سعادة
لا تفارق مبسم القلب في نبض إقاعة نغم البقاء لأجلكِ أيتها العازفة بقيثارتي
،،
تحلوا الأيام لتخلوا الآلام
وتبدأ الحياة متجردة من الأفكار حيث تشتعل نيران الحاجة شغفاً آمات عقولنا من التقدير لما ينتظرنا في نهاية الطريق..
حتى طال بنا السفر خيالاًً أبعد من كل تصوير،
نعم وقد وجدت الاستمتاع بمقطوعات عزفتها حباً لأرتشف منها عشقاً
أأنا ماكر ..!!
لا والله ضعت حقاً في تفاصيل شاءت بأن كون عالقاً بفوهة أشجانها
حيث بات الحلم في لحني واصل الصعود نحو المستحيل..
والورد الأبيض في منامي يحكي لي سحرها وقد كان متربعاً بين خصلات شعرها
يا جنون عبقٍ صافح الليل نسيمها وأضاء القمر بنورها
أيكون لك نهاراً من بعد رحيل نبضٍ في جوفك هو قلبها..؟
أترى لموجاتك من وجود دون بحرها..؟
حبك في سحرها أصبح أمراً ملزوماً..
ولازالت الورود البيضاء تتحدث ...
،،
وذات ليلة قمرية هاتفتني الفاتنة لتسموا الملذات في حديثنا
قلت لها:
يا صغيرتي تجتاحني رغبة عارمة بأن أتأمل أبعد أفق في ليلتها هذه
حتى أتوه بين أبعادها..
،،
تبسمت جميلتي ابتسامة شعرت بها
وقالت:
بحر.. أي أُفقٍ هذا الذي تتحدث بشأنه أخبرني فعلي أجد نفسي هناك
،،
فقلت:
هل يكفيني النظر للأفق تأملاً..؟
خوفي غاية شغف تطمع ببعدٍ آخر..
ساد الصمت قليلاً ثم
قالت:
قد حارت معك خيالاتي ولم أفهم لحن كلماتك..!!
أخبرني ولا تطيل عليه بغاياتك..
،،
فقلت:
عذراً جميلتي فغايتي أن أتأمل أبعد أُفقٍ في سويداء عينيكِ
حتى أجد آخر روحٍ لنبضي جنوناً يرويني
وفي تفاصيلها أتعلم لغات لم تعرفها الأبجدية بعد..
وهذه غايتي منذ عزفتي بكلماتي ...
،،
عاد الصمت ليسود المكان ثانيةً..
ثم قالت وقد شاح صوتها لأعرف أنها باكية:
عذراً أميري لم أكون لأشوه مقطوعات خيالك ببكائي
ولكن الواقع الأليم في جوفي يغرس سهامه بين لحظاتي
فلم أقوى على واقع تستبق خطواته لحظاتنا معاً لفراقٍ أكيد..
،،
انتظرتها حتى انتهت من فيض الآلام وذرف الدموع
ثم قلت:
لا عليكِ يا صغيرتي فما كان للواقع واقع وما لخيالنا خيال
أبقي على عهدٍ يأمل بلقائنا ذات ساعة حلم بعيد
ودعي الواقع بمداره يدوم، فعل القدر يوما يحكي قصتنا..
،،
فهل لازال للحديث بقيه.. ؟
لكن أدعوه لوحده يتكلم..!!
قال :
جئت امنحك تأشيرة الدخول لحياتي ,, نطير على اجنحة
الفرح الى مملكة بحري الزاخر بأصداف الؤلؤ الملون ,,
أقبل ُ المرجان خمرة ً فوق شفاه عطشى هدتها حقب الزمان ,,
واحرقتها نيران الحرمان ,, تعالي ايتها الغريبة المجهولة
لأحضاني ,, فسريرك غابات صدري ,, تمددي على جسدي ,,
التحفي سنديانة شوقي ,, واهضمي من اشجاري ثمار وجدي
دعيني المس وجهك المتوارى خلف صمت الالوان ,,
واتذوق طعم جمرك والدموع ,, انبضي بأنفاسي ,, واخفقي
برائحتي ,,سأعتقك من الحزن ,, وامنحك حرية التجذيف
بمراكب بحري ,, احضنيني ,, قبليني ,, اشتعلي بنيراني ؟
ارى عيناكي سرُ غامض ,, لا تغمضيها هربا ؟؟ انهما
تضيئان في حزنك المعتم حشرجة وانين
ولوعة الشوق الدفين ,, ففي صمتك لغة الحنين ,,
قلت ُ :
لعنة ُ اعوامي تقذفني بلا رحمة ,, من تيه الى ضياع
استسلمت للصمت المسموم الذي قهرني حارسا على حدودي الملتهبة
اطفأ َ منارات فرحي ,, ومزقَ اشرعتي ,,
اغرقـَني بدوامة الالم وافتعلَ رياح الحزن تجتاح لهفتي,, لأجد
شبابي يتآكل على ارصفة شوارع جراحي ,, وذوت ْ خضرة
الحب اسيرة ٌ خلف قضبان الحرمان ,, فلا بعث ٌ لخلاصي
ففي محراب احداقي عزفت ُ لحن الامي ,, ورتلت ُ ترانيم
الدموع ,, فإذا الكون يهجع بصمت الهواء والشمس
ولم يتبقى غير صدى خافت ِ لرقصات الدمع فوق الخدود
فوقفت على شواطيء بحرك ,, وقد اختنقت شوقا
لتذوق السعادة ,, محاولة لمحيطات حزني ملامسة
سراب الفرح ,, واعتق ْ الجراح التي من كينونتها الا تهجع
فأرغمت ُ ان اعتاد جرح حزني وطعم دموعي ,, ولون رائحة
الحرمان المتصاعدة من مسام جلدي ,,
ايها البحر المترامى على شواطيء ضعفي ,, اراني اتقلب ُ
على تعاريج الزمان ,, ابحث عن ملاذ آمن ,, ومأوى ,,
تمنحني همسة ً ولمسة ً وقوة ً ,, ابلور فيها احزان ٌ
داهمتني وايقظت ْ شوق ليلي حرمانا وسهدا ,,
هل ستستقبل ترنيمة دمعي وتواسيها ,, وتتلقى شكواي ّ ؟
وترد لهفة حرماني بدفء احضانك ؟,, لا بخذلان جبروتك ؟
فقد مللت ُ من حكايات مشوهة بنض الاخلاص والصدق الزائف
دفنت ُ حدة المأساة بصمتي ,, واخفيت ُ طعنات العبودية
بالضباب النابع من جراحي ,, حتى نبت َ الصدأ على ضحكتي
فاقفلت ُ على رحلاتِ فرحي بمفاتيح الحرمان والخيبة ,,
ايها البحر : دعني الملم شتاتَ نفسي المشردة ,,
كي اخوض بحرك صلبة متماسكة ,,
عندها افجرك َ في صدري نبع ٌ من الحب ِ,,
يتدفق ُ لذة ً لأنجبال اشواق عطري برائحة نارك ,,!!
منقول
بقلم : نبض و دموع + بحر الاحزان
الجمعة يونيو 22, 2012 7:05 am من طرف 
