السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله خير الأنام سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
نبدأ بالحديث عن أمراض الدم الوراثية والتي أشيعها في مجتمعنا مرض التلاسيميا الذي يعرف أيضاً بفقر الدم البحر الأبيض المتوسط لأن هذا المرض منتشر في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ومنها بالطبع بلدنا حيث يبدأ الشحوب بالظهور عند الطفل المصاب بين عمر 4 ـ 6 أشهر ويزداد الشحوب بالتدريج مع كبر حجم البطن وذلك بسبب تضخم الطحال والكبد ، ولايستطيع الطفل المصاب بالاستمرار في الحياة مالم ينقل له الدم بشكل متكرر لأنه لايستطيع أن يصنع الدم بمفردة ، حيث أن نقل الدم المتكرر لايخلو من مخاطر عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر زيادة الحديد في الجسم لأنه في كل مرة يتم فيها نقل الدم يزداد مخزون الجسم من الحديد الأمر الذي يتطلب إعطاء خالبات للحديد تساعد على طرحه من الجسم لأن تراكم الحديد في الجسم يؤدي إلى مخاطر وتلف للعديد من الأعضاء مثل الكبد والقلب والبنكرياس .
إن العناية بهذا المرض يتطلب جدهاً كبيراً وأموالاً طائلة ، وهنا يأتي دور الوقاية كيف تتم الوقاية ؟! إذا عرفنا أن المرض يحدث عندما يكون كل من الأبوين حاملاً للمرض وهنا يجب أن نعرف ماذا يعني أن يكون الانسان حاملاً لمرض التلاسيميا .
إن الإنسان الحامل لهذا المرض لايعاني عادة من أي مشاكل وقد يبدو صحيحاً تماماً ، إذا كيف سنعرف من هو المصاب (الحامل للمرض) لحسن الحظ هنالك تحليل مخبري يستطيع أن يكشف الحاملين للمرض وهذا الإجراء ضروري جداً قبل الزواج ، لأنه إذا كان كلا الخطيبين حاملين للمرض فإن هنالك احتمال ولادة طفل مصاب بالتلاسيميا الأمر الذي سوف يلقي بأعبائه على هذه الأسرة وعلى المجتمع ـ لذلك علينا عدم التهاون بإجراء التحاليل الموجب إجراؤها قبل الزواج ، كما أن زواج الأقارب (أولاد العم ـ أولاد الخال ـ أولاد العمة أولاد الخالة) يزيد من احتمال حدوث هذا المرض واحتمال الإصابة بالأمراض الوراثية الأخرى لذلك يعتبر الابتعاد عن زواج الاقارب أحد الأسس الرئيسية في الوقاية من حدوث الأمراض الوراثية ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن كون الخطيبين ليسا أقرباء لاينفي الحاجة لإجراء التحاليل الضرورية قبل الزواج لأن هذه الأمراض (وخاصة التلاسيميا) منتشرة في بلادنا ولاتقتصر على حالات الزواج بين الأقارب