أخيتي ..... إياكِ والكبر
يا مظهـر الكبر إعجـاباً بصورته **** انظـر خلاك فإن النتن تثريب
يا ابن التراب ومأكول التراب غداً **** أقصر فإنك مأكول ومشروب
آفتان خطيرتان أبتلي بها ثلة من البشر : الكبرياء ، والعجب ، فبعض النساء هداهن الله تعتقد أنها خُلقت من مادة غير التي خُلِق منها آدم وذريته ، فلست أدري كيف تتكبر من كانت تعرف أنها خلقت من نطفة ثم من علقة ثم مولودة صغيرة ضعيفة ثم بعد مشيئة الله تصير إلى التراب ، وأمر آخر أشد من ذلك:أن الكبرياء صفة لله عز وجل ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( قال الله تعالى :{ العز إزاري والكبرياء ردائي ، فمن نازعني شيئاً منهما عذبته }…) "
رواه مسلم " .
فاعلمي يا أختي المسلمة … أن التي ينتابها هذا المرض العضال إنما هو ناتج عن مركب نقص ، وانهيار في الثقة بالنفس ، فمن كانت تتكبر لمالها فالمال عارية يمكن أن يأخذه الله في أي وقت ومتى شاء ، فتقعد حسيرة كسيرة ، ومن كانت تتكبر لجمالها فالجمال في الدنيا معرض للآفات والأمراض ، فكم من مرض جعل الحسناء شوهاء ، والفاتنة نكراء ، ومن كانت تتكبر لعلمها فهي جاهلة ، لأن فوق كل ذي علم عليم ,,, فالكبر مدخل من مداخل الشيطان ولا يمكن التخلص منه إلا بالتواضع ، ففي الحديث ما تواضع أحد لله إلا رفعه ) …
وكلما شمخت نفسك تذكري عظمة الرب سبحانه وتعالى ، وذللي نفسك لخالقك ثم للخلق واعلمي أن التواضع لا يزيدك إلا سمواً ورفعة ، فاحترام الناس وعدم التعالي عليهم والاستخفاف بهم تكسبك محبة وإجلالاً وتصبحين في أعينهم كبيرة ، فكم من متكبرة قطعت حبائل المودة من قريباتها وصديقاتها …
وأعظم منه تحذير الله تعالى بقوله:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا(36) ..}
" النساء ".
ومن النساء من تعجب بعقلها وفطنتها وحسبها وصحتها وتمشي الخيلاء تتبختر وتتمايل وكأن ما على الأرض سواها ، وقد رأى ابن عمر رجل يخطر في مشيته فقال : إن للشياطين إخواناً .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه ، مُرجلٌ جمته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ) .
قلوب قد امتلأت بالجهل فنظرتها للناس اشمئزاز ، ومعاملتها معاملة الاستئثار ، ذاهبة بنفسها تيهاً ، لا تبدأ من لقيها بالسلام ، حتى الابتسامة تجد صعوبة في إطلاقها ، فلا تزداد من الله إلا بعداً ، ومن الناس إلا صغاراً وبغضاً .. فمن كانت هذه خصالها فلتتخلص منها ، ولتجاهد نفسها وتكثر من محاسبتها قبل أن يداهمها الأجل ، فلا تجد من يدعو لها بالرحمة، واستمعي لقول محمد ابن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت ، فالهمة العالية .. ومصاحبة ذوي الأخلاق الكريمة .. وترك الجدال والمراء .. والنظر إلى نعمة الله عليك -كل ذلك- يكسر عنك صفة العجب .
أسأل الله أن يهديني وإياك إلى سواء السبيل ، وأن يرشدنا إلى ما فيه صلاحنا ،
إنه على كل شيء قدير